الأستاذ محمد مهدى عاكف حفظه الله ـ مرشد الإخوان المسلمين الحالى ــ يحكى أنه كان يعرف أخت ملتزمة وكانت جارته وكان يقول لها أثناء شبابه أنه سيتزوجها وكان أهلها ــ من الإخوان المسلمين ــ يعرفون هذا
ولكن هذه الأخت كانت ذا بصيرة نافذة
فرفضت الزواج منه وقالت له يامحمد ..
أنت لن تتزوجنى ، وإنى لأشعر أنك ستتزوج إبنتى
الغريب أنهما كانا فى عمر متقارب ومثل محمد مهدى عاكف لايرد ــ فما يعرف عنه إلا الإلتزام ــ ثم كيف تقول له أنها تشعر أنه سيتزوج إبنتها التى لم تأتى بعد لأنها لم تتزوج أصلا ..ومرت الأيام وجاءت إعتقالات عبد الناصر ــ عليه من الله مايستحقه ــ وتم إعتقال الإخوان حتى أنه كان يحمل الإخوان وكل من كان ملتحيا ـــ لأن الإخوان بلا إستثناء كانوا ملتحين وكانوا يهتمون بالهدى الظاهر ــ وكان عبد الناصر يجمع كل من كان ملتحيا فى قطارات لا فى سيارات لكثرتهم
وكان يفتنهم عن فكرهم الشمولى للإسلام
حتى كان البعض بالفعل يقول أنا نصرانى فاتركونى ـ وبعضهم كان يخط صليبا على يده نجاة من عذاباته التى كان يصبها جند عبد الناصر عليهم ....
وحكم على كثير من الإخوان بالإعدام شنقاً ..
وكان من هؤلاء رحمهم الله الشهيد بإّذن الله سيد قطب وعبد القادر عودة وغيرهم من مفكرى وقيادى الإخوان ، وكان بطل القصة أستاذنا المرشد محمد مهدى عاكف من ضمن القائمة
غير أن الله أبى إلا وأن يعتقل فقط ولايشنق ...
وإعتقل المرشد أكثر من عشرين عاما
أذكر أنه أعتقل ثلاثة وعشرين عاما
وعندما خرج من سجنه وجد الفتاة الملتزمة التى قد أعجب وبها وتقدم لخطبتها ورفضت قد تزوجت وأنجبت عروسا جميلا عمرها 22 سنة الآن فتقدم إليها وتزوجها
وصدقت نبؤة أمها ـ لما رأته من عمله وجهده من أجل الإصلاح والتغيير ـ أنه لن يتزوجها لأنه سيعتقل وسيخرج بعد مدة لتكون قد جهزت له إبنته ليتزوجها
فسبحان مقدر الأرزاق