[color=yellow][size=24][font=Courier New][center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى البداية نرجوا من الكل أن لا يظن بنا سوء
وأننا جئنا نهاجم هذا على حساب هذا
لا .. فالحق الذى يجب أن يقر فى كل منا هو أن الحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق
كان من واجبنا الرد على شبهه دارت حول فيديو الشيخ الوالد أبو اسحاق الحويني حول عمرو خالد وفكره
وكان هذا الفيديو فى رمضان قبل عامين من الآن
بالعودة إلى كلام الشيخ أبو إسحاق الحويني عن الأستاذ عمرو خالد .. أستطيع أن أقول أن الشيخ وقع في أربعة أخطاء علمية ، هي أدنى من أن يقع في مثلها محدث كبير في وزن الشيخ ..
و سأتحدث في كل خطأ منها باختصار لعلي أزيل هذه الشبهة ، و أصل مع القاريء اللبيب من حال الشك إلى حال اليقين .. و لعل الله يهدي النفوس المريضة التي مازالت تسير بين الناس تروج الأكاذيب و تنشر الغش .. فتعكر على النجباء صفو حياتهم …
أولا :
بداية و عموما .. إن الشيخ قد اعتمد في كلامه كله على ورقات من صحيفة ( لم يذكر حتى اسمها ) ، ثم راح الشيخ يتحدث عن ما قالته الصحيفة كما لو كانت الصحيفة قد زكاها البخاري و مسلم ، و شهد لرواتها ( يحيى بن معين ) ..
ومن المعلوم أن الصحافة سيئها أكثر من حسنها .. بل إنها تعتمد في أغلب الحالات على أسلوب جذب الأنظار ، و الدعاية ، والترويج .. حتى و لو كان هذا بأساليب ملتوية مثل : الكذب و التلفيق ، أو تأويل الكلام وتشويهه عن مقصده الأصلي أو ترويج الإشاعات ..
و الشيخ أبو إسحاق رجل من المتشددين في علم الحديث .. و يعلم جيدا ضرر الأخبار الضعيفة ، المقطوعة السند على الثقافة الإسلامية ..
فكيف يقع في خطأ فادح كهذا ؟!!
إننا إلى الآن لا نعرف اسم الصحيفة التي قطعت منها الورقات الثلاثة التي تحدث عنها الشيخ .. كما أننا إلى الآن لا نعرف من كاتب هذه الورقات .. فكيف سنحكم على الخبر بالصحة أو الضعف ؟؟ !!
أين (حدثنا ) ؟!! و أين ( أخبرنا ) و أين ( عن ) و أين ( ثنا ) ؟!!
أين سند الخبر يا شيخ ؟؟!!
هذا خطأ فادح .. لا يقع فيه محدث له في الأسانيد باع .. !!
ثانيا :
الشيخ أبو إسحاق في معرض انتقاده و تجهيله للأستاذ عمرو خالد قال :
(( و بيقول إن النبي كان يشجع على الفن . و قال إن النبي كان بيردد ” اللهم لولا انت مااهتدينا و لا تصدقنا و لا صلينا فأنزلن سكينة علينا و ثبت الأقدام ان لاقينا ان الأولى قد بغوا علينا و ان أرادوا فتنة أبينا ”
و قال – أي عمرو خالد - إن النبي صلى الله عليه وسلم مرة قابل جماعة من جوارى المدينة قعدوا يغنوا و الكلام ده .. فقال النبي : الله يعلم أن قلبى يحبكن ))
ثم علق الشيخ على الحديثين المذكورين فقال : ( و طبعا الحديث ده باطل و اللي قابله باطل .. راجل معندوش فكرة عن أى حاجة - أي عمرو خالد - ) ..
و أقول : هنا وقع الشيخ في خطأ فادح لا يقع فيه رجل في وزنه في علم الحديث ..
لقد ضعف الشيخ حديثين صحيحين .. بل زاد في التضعيف فقال ( الحديث باطل ، واللي قبله باطل ) و كلمة ( باطل ) هي أعلى درجات الضعف ..
و الحديثان هما :
أولهما :
حديث البخاري عن البراء رضي الله عنه .. قال : (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهوينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره وكان رجلا كثير الشعر وهو يرتجز برجز عبد الله : ” اللهم لولا انت ما اهتدينا و لا تصدقنا و لا صلينا فأنزلن سكينة علينا و ثبت الأقدام ان لاقينا ان الأولى قد بغوا علينا و ان أرادوا فتنة أبينا )
و هو حديث متفق عليه ..
و ثانيهما :
قوله صلى الله عليه وسلم في جواري بني النجار : ( الله يعلم إن قلبي يحبكن )
و الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مر ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ويقلن : ( نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار ) .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الله يعلم إني لأحبكن )
صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة ..
قال البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (2/106): “هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وبعضه من الصحيحين من حديث عائشة وفي البخاري وأصحاب السنن الأربعة من حديث الربيع بنت معوذ”.
و أقول - أي نصر حسان - في عجب وحيرة .. :
كيف يقع الشيخ أبو اسحاق في خطأ كهذا و هو رجل من المحدثين العظام في هذا الزمان ؟؟
بل كيف يتهم الأستاذ عمرو خالد بالجهل إذا كان هو نفسه لا يعرف مدى صحة حديثين مشهورين يعلم صحتهما طفل لا يعرف من الإسلام سوى ( إنما الأعمال بالنيات ) ؟؟!!
و أتعجب كيف يضعف الشيخ حديثا في صحيح البخاري متصل السند ومتفقا عليه ، أي في أعلى درجات الصحة .. و هو بالأمس القريب قد شن حربا شعواء على الإمام القرضاوي لكونه قد ضعف حديث المعازف المعلق المنقطع السند ، و هو حديث أقرب إلى الضعف من الصحة ..
بل إنه قد ثار ثورة كبيرة حينما ضعف القرضاوي حديث الإفتراق ، والحديث مشهور ضعفه في أغلب طرقه ..
لكني سألتمس العذر للشيخ و لن أكون مثل المتشدقين متصيدي الأخطاء .. فأقول .. إن الشيخ لربما زل لسانه عن غير قصد ، فالمحاضرات المرئية والمسموعة تكون أخطاؤها غير محسوبة ، و الخطابة عرضة لزلات اللسان ..
ومن هنا أيضا أقول .. يجب على الشيخ أن يلتمس نفس العذر لبقية الدعاة والشيوخ والعلماء .. فإن الخطابة عرضة لزلات اللسان عن دون قصد ..
فلا داعي لتفسيق الناس ، و تجهيلهم في الصبح و المساء بغير حسبان ..: